JASMINE دلوعة عيون القمر
عدد الرسائل : 171 العمر : 37 تاريخ التسجيل : 05/06/2007
| موضوع: حتى تفرح بصيامك....... الثلاثاء سبتمبر 25, 2007 11:31 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون) (185) البقرة لا بد أولاً أن نعلم أن الله تعالى له الحكم وحده ، وأحكامه سبحانه في غاية الحكمة والكمال و الإتقان قال تعالى ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُون) (115) المؤمنون والله عز وجل ما شرع الصيام من اجل مس الجوع والظمأ نعذب به أنفسنا قال تعالى (مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً) (147)النساء. ان الله تعالى لم يشرع حكماً من الأحكام إلا وله فيه حكم عظيمة ، قد نعلمها ، وقد لا تهتدي عقولنا إليها ، وقد نعلم بعضها ويخفى علينا الكثير فمن الحكم المعلومة : أولا: تربية العبد على الاخلاص لله تعالى الذى لا تقبل الاعمال عند الله الا به قال تعالى( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (5)البينة وكما جاء فى الحديث الصحيح "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" [رواه الإمام البخاري لآن الصوم هو العبادة الخفية التى لا يعلمها احد الا الله يستطيع العبد ان يأكل ويشرب ملىء بطنه فى الخفاء ثم يخرج على الناس يقول انى صائم .
الصيام فيه تقديم رضا الله على النفس، وتضحية بالوجود الشخصي بالامتناع عن الطعام والشراب، وبالوجود النوعي بالإمساك عن الشهوة الجنسية التى هي سبب تكاثر البشر وعدم فنائهم، وذلك ابتغاء وجه الله وحده، الذي لا يتقرب لغيره من الناس بمثل هذا الأسلوب من القربات، ومن هنا كان ثوابه عظيمًا، يوضحه ويبين علته قول النبي -صلى الله عليه وسلم "كلُّ عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها على سبعمائة ضعف. قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي . . الحديث" [رواه البخاري ومسلم].
وفي الصوم إحساس بمقدار نعمة الطعام والشراب والمتعة الجنسية عندما يحرم منها ونفسه تائقة إليها، فيكون شكره عليها بالإطعام المتمثل في كثرة الصدقات في فترة الصيام.
وفي توقيت الصيام بشهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن تذكير للإنسان بنعمة الرسالة المحمدية التى هى خير نعمة الاسلام قال تعالى (ُقلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) (58) يونس ، ونعمة الهداية القرآنية التي يكون الشكر عليها بالاستمساك بها "لعلكم تشكرون"، وفي فترة إشراق الروح بالصيام وتلاوة القرآن تتوجه القلوب إلى الله بالدعاء الذي لا يُردّ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثة لا تُرد دعوتهم، الصائم حتى يفطر -أو حين يفطر- والإمام العادل، ودعوة المظلوم" رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان، وحسنه الترمذي ولعل مما يشير إلى الإغراء في الصيام توسط قوله تعالى (َإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون) بين آيات الصيام سورة البقرة فلا ننسى الاكثار من الدعاء اثناء الصيام .
تحقيق معنى العبودية لله تبارك وتعالى، والاستسلام له، ولهذا كان الصيام أحد أركان الإسلام بالاتفاق، فالإسلام لا يتم إلا بالصيام، والصيام فيه تدريب العبد على الطاعة والامتثال، وتذكيره بأنه عبد لله تبارك وتعالى لا لغيره، ولهذا الله سبحانه وتعالى يأمر العبدفي وقت أن يأكل، فلو صام لكان عاصياً كما في العيد أو الوصال على الخلاف، وفي أحوال أخرى يأمره سبحانه بالصوم حتى لو أنه أفطر لكان عاصياً، وهكذا تجد هذا يتحقق في الإحرام ؛ لأن العبد يمنع من أشياء في الإحرام ويؤمر بها في غيره ؛ ليتحقق فيه أشياء كثيرة يتذكر فيها أنه عبد لله سبحانه وتعالى يأتمر بأمره ويقف عند حده، وهذا معنى عظيم لو أن الناس أدركوه وتفطنوا له في عباداتهم، لكان أثره ليس مقصوراً على الأركان المعروفة ، بل جعل المسلم في أحواله كلها مثل الجندي الملتزم وهو واقف ومستعد إذا أُمر أن يقدم أقدم وإذا أمر أن يحجم أحجم، ومعنى العبودية لله جل جلاله من أعظم مقاصد الصوم ومقاصد العبادات، وكثير من المسلمين يُخلّون بهذا المعنى، فقد يلتزمون ببعض العبادات، لكنها فقدت روحها عندهم فأصبحت لا تؤثر فيهم الأثر المطلوب في تحقيق معنى العبودية لله تبارك وتعالى من الحكم كذلك.
أنه يربي العبد على التقوى، ولهذا قال الله جل جلاله :"لعلكم تتقون"[البقرة:183] لأن الإنسان إذا كان صائماً فرضاً أو نفلاً تذكر أنه لا يشرب ولا يأكل مع أن هذه الأشياء في الأصل مباحة له ؛ لأنه مرتبط مع الله سبحانه وتعالى بوعد، فهو ممسك ابتغاء ثواب الله سبحانه، فحينئذ من باب أولى أنه سيكف عن المعاصي التي يعرف أنها محرمة في كل الظروف، وهذا المعنى لو عقله المسلم أنه سر الصيام، ومعناه : أنه كيف يمسك عن الطعام والشراب مع أنهما مباحان في الأصل، ثم يقبل على الغيبة أو النميمة أو قول الزور أو شهادة الزور أو غير ذلك، ولهذا جاء في الحديث الصحيح المتفق عليه "من لم يدع قول الزور والعمل به، والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" فالذي لم يترك قول الزور و العمل به ليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه، وفى هذا تنبية للصائمين الذى يسلون صيامهم امام الافلام والمسلسلات االهابطة فالصيام ليس صيام البطن فقط وانما حفظ الرأس وما حوى ( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُول) (36)الاسراء وإنما معنى الحديث أن الله جل جلاله لم يشرع الصيام لحاجته إليكم أن تدعوا طعامكم وشرابكم، وإنما شرع الصيام من أجل أن تتدربوا على ترك قول الزور والعمل به، فإذا لم تتركوا قول الزور ولم تتركوا العمل به فأي معنى لصيامكم؟ فإذا لم يحدث الصيام فيكم هذا المعنى فصيامكم حينئذ غير ذي جدوى لهذه العلة، وهذا معنى لطيف جداً إذا تأملته تجده ظاهراً، فالصوم يربي الإنسان على التقوى وترك المحرمات كلها من الغيبة والنميمة والفحش والبهتان وغيرها من الأخلاق السيئة الرديئة المدمرة للفرد والمجتمع .
| |
|
القائد العام المراقب العام
عدد الرسائل : 312 العمر : 37 تاريخ التسجيل : 05/06/2007
| موضوع: رد: حتى تفرح بصيامك....... الثلاثاء سبتمبر 25, 2007 12:25 pm | |
| مشكورة علي الموضوع الرائع تحياتي الك | |
|
دانيا المشرف
عدد الرسائل : 1085 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 24/06/2007
منتدى عيون القمر مملكة عيون القمر: مملكة عيون القمر
| موضوع: رد: حتى تفرح بصيامك....... الثلاثاء سبتمبر 25, 2007 2:25 pm | |
| | |
|
المسافر زائر
| موضوع: رد: حتى تفرح بصيامك....... الثلاثاء سبتمبر 25, 2007 4:12 pm | |
| مشكوووووووورة يا احلي جاسمين على الموضوع الجميل قوي
تحياتي الك |
|